محاورة لم يتفق عليها حول : العلمانية والحل الإسلامي

حوارات محاورة لم يتفق عليها.

ابتدأ د. عبد العزيز قاسم بمقالته (العلمانية وإعادة قراءة من جديد) وعلق عليها د. مقبل الذكير، فأجبته بجواب قدر الله أن تطاله يد التعميم على مجموعة د. قاسم، فظهر من بين الأفاضل أعضاء المجموعة د. سعيد بن ناصر الغامدي الذي كان له رأي مخالف لما حررته في جوابي للدكتور مقبل الذكير، كان الحوار بيني وبين د. سعيد بهذا الشأن تحت إشراف د. قاسم، حتى أنهاه د. سعيد مشكوراً بتاريخ هذا اليوم.



===========================



العلمانية وإعادة قراءة من جديد

بقلم: عبد العزيز محمد قاسم



عندما انكببت على قراءة تاريخ بلاد الحبشة عبر مجموعة من المصادر العربية، وجدت نفسي إزاء تاريخ دموي مفجع حيال المسلمين. وكنت أسمع بسيطرة الكنيسة في القرون الوسطى بأوروبا، بيد أني تحققتها في تلك البلاد التي كانت إلى قبل 25 عاما تمثل تلك الصورة والسيطرة. فثلث الأراضي الأثيوبية هي ملك للكنيسة اليعقوبية الحبشية، ويتفنن إمبراطورات وملوك الحبشة في إثبات ولائهم للكنيسة بإقامة المذابح تجاه غير النصارى. فبمجرد ذكر أسماء ثيودور ويوحنا الرابع ومنليك الثاني وهيلاسلاسي، إلا ويرتعش الإنسان رعبا مما فعلوه بالمسلمين وغيرهم بطرق لا إنسانية موغلة في الوحشية.

فثمة محاكم تفتيش تضاهي أو تزيد عن محاكم التفتيش الاسبانية التي أقامتها الكنيسة الكاثوليكية بمباركة ايزابيلا وفرنانديز عقب سقوط آخر معاقل المسلمين في الأندلس. لم ينج من هذه السمعة السيئة لملوك الحبشة سوى حفيد منليك الثاني الإمبراطور (ليج ياسو) الذي كان يخفي إسلامه، وخلد قصته الأسطورية أديبنا الراحل نجيب كيلاني في رائعته الروائية (الظل الأسود).

ما أود أن أصل إليه عبر هذا السرد التاريخي أنني ألفيت المسلمين هناك يتمتعون اليوم تحت ظل هذه الحكومة العلمانية الحالية بفسحة من الحرية لم تتح لهم طوال تاريخهم في الحبشة، وأعطوا الحق في ممارسة شعائرهم، وإقامة مساجدهم ومراكزهم الإسلامية، متساوين في ذلك مع غيرهم من أبناء البلاد. وكان من حكمة هذه الحكومة أنها قسمت أثيوبيا إلى عشر ولايات فدرالية، وأعطت لكل ولاية الحق في انتخاب حكامها، وكان ذلك لصالح الشعب الإثيوبي بكل فئاته وطبقاته، وكسب المسلمون كثيرا من ذلك.

وهذه فرصة لتذكير إخوتنا المسلمين هناك – وقد اجتاحتهم صحوة دينية كبيرة والحمد لله- بضرورة الإفادة من تجارب الحركات الإسلامية، وخصوصا في تركيا. وأكيدٌ أنا من أن عقلاء ورموز المسلمين يتحركون لجمع كلمتهم كي يكون لصوتهم أثر وقوة، وأن ينخرطوا في ظل هذه الحكومة الحالية ويثبتوا وطنيتهم بالإسهام في هذه التنمية التي تشهدها البلاد. وأن يفيدوا من هذه الأجواء الديمقراطية للتأسيس لوعي جديد ونهضة فكرية، بعيداً عن فكر العنف وحمل السلاح الذي يجب عليهم وأده في حال ظهوره لا سمح الله.

من جهة أخرى، فلعل هذه التجربة التي أقدمها لرموز الفكر الإسلامي كي يعيدوا النظر من موقفهم حيال العلمانية، فهي بالنسبة للأقليات الإسلامية في كل العالم خير ألف مرة من أي منهج آخر يُحكمون به - ما عدا الإسلام بالطبع- ونحتاج من مفكرينا إلى شيء من التأصيل المفصل حيالها، فالحكم الشائع الآن هو رفضها بالجملة.

من المسائل الأخرى التي علقت بذهني، مسألة الصوفية، التي لولاها في تلك البلاد لتبدد الإسلام وانتهى، وتنصر المسلمون عن بكرة أبيهم. ويحكي لنا التاريخ الحبشي هناك بأن دراويش المهدية في السودان لهم يد بيضاء أيضا في حفظ الإسلام حينما قاموا بمحاربة الإمبراطور يوحنا الرابع، ذلك الملك الدموي الذي أعمل سيفه في المسلمين، وقتلهم صبرا، وأجبر الباقي على اعتناق النصرانية، فقتله المهدية شر قتلة حيث قسموا جسده إلى شطرين جزاء ما اقترفت يداه.

العجيب أن سفيرا لدولة كبرى غربية هو من يدعم الآن الصوفية بعدما استكانت، وانتهت إلى رقص وخزعبلات، وهو من يقيم لهم الموالد ويصرف عليها بالكامل، ويحضر معهم ويرقص في طقوسهم، وينفذ حرفيا ما جاء في توصيات تقرير راند قبل عامين، بضرورة دعم الصوفية لمواجهة السلفية التي تنتشر بتؤدة وثبات في تلك البلاد وكل العالم.



===================================



تعقيب د. مقبل بن صالح الذكير



مقالة جيدة أخي عبد العزيز بارك الله فيك ..... يا ابا أسامة

وفي تصورى أن مجتمعاتنا بحاجة ماسة للحريات ذلك أن أجواء الحرية المنضبطة بقواعد شرعية عامة غير مختلف عليها. أجمعت عليها الأمة... هي طوق النجاة الحقيقي لما تعاني منه المجتمعات الإسلامية اليوم .. وأنا من الموقنين أن الإسلام ما كان يوما يخاف الحريات مطلقا فهو اقوى وأعظم وأصلب من أي خزعبلات أو انحرافات تظهر هنا أو هناك

ويحب ألا ننسى أن أوسع دوائر الأحكام الشرعية الخمسة: الواجب والمندوب والمباح والمكروه والمحرم هي دائرة المباح التي سكت عنها الشارع فلم يوجبها أو يحرمها وهي دلالة أكيدة على أن دائرة واسعة جدا من أمور الناس وشؤونهم في الحياة سكت عنها الشارع وهي قابلة للاجتهادات ولذا وجب علينا عدم تضيق الواسع

لو تمتعت المجتمعات الإسلامية بحريات حقيقية ما خافت لا من ليبيرالية ولا صوفية ولا سواها وقد بعثت لكم اليوم مقالا بعنوان الوهابية في صحن الأزهر يبدو أن كاتبه من بقايا صحافة مصر الغابرة. الذين كانوا يمتازون بالجهل الشرعي لذا وجدت كيف أن الردود علي كاتب ذلك المقال من الجيل الجديد في مصر قلعة العروبة والإسلام كانت أحكم وأعقل من كاتب المقال

يا ابا اسامة

ليتنا نطلق الحريات. فهذا في صالح الإسلام لا شيء على وجه الأرض يخشى منه الإسلام وأسلم لمحبك. مقبل الذكير



===================================

جوابي على د. مقبل الذكير



أستاذنا الجليل: د. مقبل

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

نعم!، لو أطلقت الحريات ليتكلم من شاء بما شاء ويرد عليه من يرد، وفتحت المنابر للجميع بدون استثناء: لوجدنا حراكاً ثقافياً ثرياً، ولظهرت لنا مواهب وطاقات كامنة أو مكتومة في مجالات شتى، لكنه الاستئثار والأنانية، والخوف على المنجزات الفردية والمقدرات الذاتية، والخشية من فيضانات العقول الكاسحة لرفات الأفكار البالية، والرهبة من أعاصير الأفهام المدمرة لأعتى النظريات النرجسية والسادية السائدة في مجتمعنا من كلا الفريقين؛ المتسمين بالإسلاميين، والمتدثرين بالليبرالية.

والفريقان عما يدعيان الانتماء إليه براء، فلا نحن أمام إسلاميين ولا مع ليبراليين؛ كل واحد منهم يتخذ لسانه لوحاً من ألواح ركوب الأمواج يركب به الموجة القادمة أينما اتجهت به.

دكتورنا الفاضل: الجميع طالب حكم، والقليل منهم طالب منصب؛ إذ ما إن يحصل على مراده أو يُقمع عن التطلع إلى ما ليس له إلا وينحرف مائة وثمانين درجة ينشد باباً آخر لتحقيق مآربه.

ولذلك ننادي : افتحوا الأبواب للجميع ، ويسروا المنابر للكل ، وانظروا للحراك الثقافي كيف يلفظ الزبد ويبقي في الأرض ما ينفع الناس ؛ كما قال تعالى { أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ } .

أقولها بملء الفيِّ: نعم !، مرة أخرى، أنا معك بقلبي وقالبي، فلله درك!



===================================



تعقيب د. سعيد بن ناصر الغامدي



السلام عليكم جميعا وبعد

آمل أن تصدر أحكامنا بناء على حقائق واقعية شاملة لا مبتسرة ،فالموضوع الأساس أن المسلمين في الحبشة تحت الحكم العلماني لمليس زيناو وعصابة التقراي أفضل وأحسن ،و بحسب علمي واطلاعي أن ما يحدث للمسلمين الأرومو والمسلمين الذين من أصول صومالية شيء فضيع وكبير ولكن لبعد ديارهم والتعتيم الاعلامي لا يعلم كثير من الناس ماذا يحدث هناك من جرائم (علمانية /ليبرالية)مكتومة لا يعلمها الا من خالط المهاجرين منهم بدينهم وأعراضهم في اليمن والحرمين، أومن جالس زعماء المسلمين هناك الذين يصفون ما تقشعر له الابدان ،سواء كان هؤلاء الزعماء صوفية او غير صوفية ومن وجهاء القوم وزعماء القبائل ولعل ما يقوم به النظام الأثيوبي (العلماني الليبرالي جدا)في الصومال أوضح من أن يستدل له

أما كلام القاضي الفاضل فهو افتراضي جدا حيث قال لو أطلقت الحريات ليتكلم من شاء بما شاء ويرد عليه من يرد

والافتراضات الخيالية لا ينبني عليها أحكام كما يعلم فضيلته ،الذي بنى على هذا الافتراض أوصافا فيها من المجازفة ما يقتضي التروي والتأني، ومن ذلك تسويته بين دعاة الاسلام وعلمائه ودعاة الليبرالية ،وهذه تسوية جائرة إذ لا يستوي في ميزان الحق والعدل من يدعو الى الهدى ودين الحق والآخر الذي يدعو الى آراء منتسيكو وجان جاك روسو ونيتشه،والأعجب من ذلك أن القاضي الفاضل حكم ببراءة دعاة الاسلام من دعواهم الانتماء للإسلام ،وهذه مجازفة أخرى لا تليق بعامي فضلا عن مثقف فضلا عن قاض يجب عليه وجوبا عينيا أن يحكم بالعدل والحق،،والا يسوي بين المختلفات والا يفرق بين المتشابهات ولو أخذنا بمنطقه هذا لحكمنا عليه بجنس ما قاله في الآخرين،،وإذا كان هذا هو رأي القاضي الفاضل في العاملين للإسلام من دعاة وعلماء ومثقفين وغيرهم ممن شملهم وصف الاسلاميين حسب تعبير القاضي فماذا سيكون حكمه عليهم لو رفعت قضية من قضاياهم اليه،؟ إذا كان يراهم حسب قوله الجميع طالب حكم، والقليل منهم طالب منصب

هكذا تتم توزيع الاحكام كما يباع الحبحب في حلقة الخضار وينادي الدلال عليها (ما بعنا بالكوم الا اليوم) فما أدري أيعجب المرء من إضفاء طابع البراءة على الممارسات العلمانية الليبرالية أم من إضفاء نعوت الاتهام على دعاة الاسلام؟!و إنه لزمن عجيب أن يتم التعامل مع الوقائع والاحداث والقضايا والافكار بمثل هذه الطريقة هل هي الموضة والمسايرة والتمعصر بحيث يصبح الكاتب يكتب وفق شروط الواقع ولو كان في ذلك تجانف؟ ولعل بعض الكتاب يحاول المواءمة فيضيع بين الصفين لا هو قال كلمة الحق الواجبة عليه متجردا صادقا ولا هو بلغ رضى من يتحرى إشادتهم بانفتاحه وعقلانيته وعدم تزمته ، وبما أن بعض الكتاب يعيش حالة عدم التوازن في هذا الزمن الذي اشتدت فيه الزلازل الفكرية فقد يعمدون الى بناء جدران المجاملة والمسايرة للسائد المتغلب مما يؤدي الى ابتعادهم عن الحقيقة بل ونفورهم من الحقيقة أحيانا لأنها صدرت من فئة معينة قد اتخذ قراره المسبق ضدها وبذلك نبقى-أحيانا- غرباء عنها، ولعل خير ما يقوله المسلم العاقل هو أن يبلغ من الحق ما يستطيع بما يرضي الله ووفق شريعته، اما تهذيب الافكار وتجميلها لكي تحظى بمقعد في القطار الليبرالي فهانحن من سنين -في مصر والشام وبلاد المغرب العربي- نهذبها حتى غابت الفكرة لأننا نحب تمريرها برضى الجميع، وهذا من طلب المستحيل ،فيا لله كم نختفي عن الحق ولهذا قد لا نراه وهو أوضح من الشمس ولا يعني هذا الانكفاء والتحجر والرفض المطلق ،ولكنه يعني البصيرة المستضيئة بنور الوحي والتي نتمكن بها من التفريق بين أهواء العصر ومقتضياته وفق الله الجميع وهدى البصائر وأنارها ورزقنا جميعا العدل في الرضى والغضب



===================================



جوابي على د. سعيد الغامدي



أستاذنا د. عبد العزيز قاسم

كانت رسالتي تأييداً لتعقيب دكتورنا الفاضل د. مقبل الذكير، ولم أشأ الدخول في معترك الموضوع؛ لعلمي بأن رضا الناس غاية لا تدرك، وقديماً قيل:

لا يسلم الإنسان من ضدٍ ولو *** حاول العزلة في رأس الجبل

لقد عاش الناس في عصر بني العباس في أجواء مفتوحة، يقول المبتدع بدعته ويُنَظِّرُ لها، فيجد من يرد عليه، ويفند رأيه بالدليل الشرعي والعقلي، فتموت بدعته، ويُلقى به هو في مهاوي التاريخ؛ إلا أن يؤوب إلى رشده ويرجع عن بدعته.

ولولا أن المجال كان متاحاً للجميع لما نهضت الأمة في جوانب عدة، ولما أخرجت لنا من نهضتها المؤلفات تلو المؤلفات في كل المناحي النظرية والعملية.

إن تبني فكراً واحداً يمكن أن يكون في مكان واحد؛ كالسكن الداخلي، أو في زمان محدد؛ كمرحلة دراسية معينة، ولكن ما الأمر بعد الخروج من المكان إلى العالم الخارجي حيث المتناقضات؟، وماذا بعد الانطلاق من زمن الانغلاق إلى زمن آخر مغاير لما قبله؟ .

أين العدة، وأين السلاح لمواجهة الجديد؟

إن العلمنة تشكو من المنادين بها، والحل الإسلامي يئن من الداعين إليه.

الأولون: يناقضون مبدأ الحرية؛ بالتعتيم على مناوئيهم، وقطع الطرق أمامهم، والاستحواذ على كل الإمكانات المتاحة للاتصال بالعامة؛ حتى لا ينكشف عوارهم بالحجة والبرهان.

والآخرون: ينادون بمبدأ غير مكتوب ونظرية غير متفق عليها، وكلما تطلع الناس نحو أحدهم وأملوا أن يخرج بجديد فوجئوا بتبدل المبادئ وانقلاب النظريات وتحول المفاهيم بحجة (التموكب، والتمرحل) أي: مواكبة العصر ومجانسة المرحلة، ثم نجد التنافس على أشده - فيما بينهم - على مكتسبات دنيوية بحتة ؛ فهذا صاحب أعلى أجر فضائي ، وذاك صاحب أكثر توقيع كتابي ، والثالث صاحب أكبر ظهور إعلامي .

أين منا ما قالوه عن جريدة (خضراء الدمن) ؟، أينهم عن ما نبزوها بقناة (العبرية) وأخواتها؟، كيف بالواحد منهم وهو يظهر في برنامج يسبق آخر غنائياً أو يتقدم فلماً أو مسلسلا منحلاً، أو تتخلل برنامجه دعايات لهذا وذاك؟

أين هي المبادئ؟، وأين هي الثوابت؟، وأين ذهبت الأحكام المسبقة بالكفر والفسوق؟

أما علماؤنا وفقهاؤنا فهم بحمد الله في منأى عن الفريقين، وهم الذين ندين الله بحبهم أولاً وبتقديرهم، ونعرف لهم فضلهم وسابقتهم ونصحهم ولا نزكي على الله أحداً.

مع اعتقادنا ما كان عليه خير القرون من أن العصمة لا تكون لأحد بعد خير البشر عليه الصلاة والسلام، وأن كل أحد يؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا صاحب الحجرة صلى الله عليه وسلم.

لدينا ثوابت شرعية لنتفق عليها أولاً، ثم لنحدد جوانب الاختلاف، ثم لنجدول الحوارات، ثم لنعلن النتائج، ولننظر مع من تكون الغلبة؛ أهي لدعاة العلمنة المبتسرة؟، أم لخطباء الحل الإسلامي المبهم؟ .

ومع أني أقدر لكل صاحب رأي رأيه، وأعلم أن ما يفوه به اللسان وما يجري به القلم هو زبدة ما تنطوي عليه الأضلاع من كل أحد، مع كل ذلك: ينبغي التذكير بأن القاضي يقضي بين من يترافع إليه دون تدخلٍ لسابق رأيه فيه أو في معتقده أو منهجه أو فكره؛ فالمحاكم تتلقى آلاف الدعاوى ممن أطرافها من غير المسلمين، في بلادٍ كان قدرها أن تكون كالقصعة الملآى بالطعام، يتداعى إليها الأكلة من جميع الأمم شرقيها وغربيها. والله الهادي إلى سواء السبيل



===================================

تعقيب د. عبد العزيز قاسم



شيخنا الفاضل

اشكر لك تعقيبك وان أؤيدك في كل ما قلت. ولكن لا بد من ان نجهر بآرائنا تجاه اخوتنا. ونترفق بهم بالأخذ في ايديهم شيئا فشيئا. وجزاك الله خيرا

وانا في انتظار اكرامي بموافقتك لنشر تعقيبك هذا على القروب. لأن القروب متخم بأسماء مثقفين من كل العالم العربي ويتابعون هذه المناقشات. عبد العزيز قاسم



===================================

جوابي لسعادته

---------------------------------------------------

دكتورنا الفاضل: عبد العزيز قاسم

لا تثريب عليك يغفر الله لي ولك ولأخينا د. سعيد الغامدي وهو أرحم الراحمين



===================================



تعقيب د. سعيد الغامدي



شكرا للقاضي الفاضل على التعقيب وعلى لطف العبارة ولين القول، والذي يمكنني قوله هنا أن من موجبات الحكم بالعدل عدم التعميم في الاحكام لا قدحا ولا مدحا فإن التعميم في غير محله فيه تشويه للخطاب وتضليل للمتلقي،،وهذا ما ينأى عنه كل من يتحرى الخير والنصح، وأحسب أن القاضي الفاضل من هذا الصنف، ومن أمثلة التعميم إطلاق القدح في الدعاة من غير تمييز ولا مثنوية، ومن ذلك الثناء على ما كان في العهد العباسي وهو ثناء مطلق لا يستثني فترة الاضطهاد التي امتدت من عهد المأمون الى عهد المتوكل الذي رفع المحنة ،وعهد المتوكل هو ما يعده جملة من كتاب العصرنة في قلب الجزيرة العربية عهد رجعية وانحطاط فكري وتحجير على العقل، أما كون الافكار الباطلة تموت في عهد الحرية ويلقى بها في مهاوي التاريخ- كما أفاد فضيلته- فهذا يحتاج الى فحص وتبصر لمعرفة مدى صدقية اطلاق هذا الحكم .

وها هو العهد العباسي الذي جعله القاضي الموقر مثلا للحرية يشهد بأن الحريات التي منحت للفلسفات اليونانية والهندية في عهد المأمون فتحت باب شر في العقائد لم يغلق حتى اليوم فقد تسللت بعض تلك الفلسفات الى اعتقادات بعض المسلمين ووجدت فيها طوائف الجهمية والمعتزلة وفلاسفة التصوف ومنظري التشيع تكأة فكرية ومستندات عقلية (زعموا) وما زالت ترتضع من لبانها الى اليوم، وكم ناظر العلماء في ذلك العهد من صاحب بدعة وكتبوا عن فسادها وبطلانها ومع ذلك مازالت حية ولها اتباع، فالقول المطلق بمهاوي التاريخ يحتاج الى تحرير ومراجعة

الأمر الآخر التفريق بين المتساويات فقد نقد الشيخ ما سماه (التموكب والتمرحل) بوصفه مستندا لتطورات الدعاة او تغيراتهم، وأشار الى أمثلة من تغيرات بعض الدعاة وتطور خطابهم ولا اقول تحولات خطابهم، ومن ذلك قضية خضراء الدمن و قناة العبرية 000الخ وهذا كله لا يتوافق في الجملة مع طرح فضليته المنادي بالانفتاح والتعامل مع الواقع لا كسكن داخلي أو كقبيلة أو عشيرة، والأولى بدلا من نقد التموكب والتمرحل أن ننقد المضمون فإن كان باطلا رددناه وان كان حقا قبلناه وإن كان ملتبسا كشفناه، فقد يكون التموكب ميزة وإجابية لابد من اكتسابها وقد يكون سلبية لابد من تجنبها والتحذير منها كل ذلك بحسب المضمون والمتعلق والمآل، ثم أثنى فضليته على علمائنا ومشائخنا وهم اهل لذلك ،ولكن قد يقول القائل ويعترض المعترض بالقول نفسه الذي نقد به القاضي فئة من دعاة الاسلام، وقد كتب الكاتبون ذلك بالطريقة نفسها التي استعملها القاضي الموقر مع من ينتقدهم من الدعاة ،فقال بعض الكتاب بأن علماءنا يمنعون ويرفضون ثم اذا اجبرهم الواقع قبلوا أي تموكبوا وتمرحلوا،،فهل هذا عيب فيهم كما هو عيب في الدعاة المنتقدين، أم هو ميزة فيهم فيتساوى معهم غيرهم فيها، وأظن فضيلته لا يخفى عليه ما قيل في قضية العلاقة مع الكفار من اهل الكتاب ثم ما تلى ذلك من جواز الاستعانة بهم عسكريا لقتال المسلم الباغي، وما قيل أيضا من جواز الصلح مع اليهود، وما قيل من حرمة كل يوم سوى العيدين الى القول بجواز عيد عكاظ ان صح تسميته عيدا، وما قيل عن تعليم البنات وعن حكم المذياع والبرقية وحكم التصوير، وغير ذلك مما ينتقده بعض الناس على العلماء الأفاضل بحق او بغير حق، على أنني أذكر هذا هنا من باب الزام القاضي بلازم قوله في التموكب والتمرحل لا من باب الحط على العلماء الذين أرى لهم الحق في هذا كما للدعاة، مادام التموكب والتمرحل في دائرة الحق والصواب وليس لغرض شخصي او مصلحة دنيوية، ومثل هذا ينطبق على بروز بعض الدعاة اعلاميا وحصولهم على أموال من ذلك وكثرة مبيعات كتب بعضهم ونحو ذلك مما ثلبه القاضي الفاضل في بعض الدعاة، فهل هذه مثلبة بحق؟ وماذا لو أخذ الداعية او العالم من دولة مالا وقبل اعطيات وتزايدت ارصدته ومنح المنازل الفخمة والسيارات الفارهة فهل ينطبق عليه هذا الحكم ام لا؟؟،على أنني قد أجد للقاضي الفاضل عذرا في موقفه من الدعاة الذين يرى أنهم ينادون بمبدأ غير مكتوب ونظرية غير متفق عليها كما هو قول خصومهم من العلمانيين، وعذري لفضيلته من جهة تموكبه مع وظيفته الرسمية وتمرحلة مع الخطاب الهجومي المضاد للدعاة والذي يأتي هذا الاتهام في رأس قائمته، على أنني أيضا لا ارى فضيلته الا من الدعاة للإسلام، ولا ارى علماء بلادنا الا كذلك، فهل تشملهم هذه التهمة أو لا؟ فإن كان نعم فعلينا البحث عن الحل وإن كان الجواب لا فلماذا التفريق، ثم أسأل فضيلته هل هذه التهمة تنطبق على الدولة السعودية التي يسميها بعض العلمانيين دولة ثيوقراطية او دولة دينية، وينادون بالمقابل بدولة مدنية لأن الدولة الدينية تنادي بمبدأ غير مكتوب ونظرية غير متفق عليها، وحكم بلا قانون مدون ولا دستور الى آخر ما يقولونه مما هو من جنس قول فضيلته في دعاة الاسلام، والأمر المهم والأخير الذي أود أن فضيلته يركز عليه هو ما في حشو الدعوات العلمانية والليبرالية من فساد وباطل وضرر على الانسانية وعلى المجتمعات وإن ظهر بعض منافعها في بعض البلدان ولكن أثمهما أكبر من نفعهما بشهادة بعض أهلها وبشهادة من تعلمن ثم آب الى رشده، ثم بشهادة الواقع الذي أشار فضيلته الى بعض من ذلك في احتكارهم للإعلام وضربهم على منافذه بسور له ناب ،،اشكر فضيلة الشيخ على هذا الحوار المفيد، وأسال الله لي وله ولسائر المسلمين الهداية للصواب والتوفيق لقول الحق في الرضى والغضب ومع الموالف والمخالف



===================================

جوابي على د. سعيد الغامدي

--------------------------------------------------------



الفاضل د. سعيد أسعد الله لنا وله أيامنا وليالينا

تمنيت لو كان الحوار في غير هذا الشهر؛ لنتفرغ لما هو خير بحكم الزمان الفاضل، لكنه قدرنا جميعاً، والحمد لله على كل حال.



أخي الجليل:

المقارنة بين مشايخنا ودعاة اليوم غير منضبطة، فالمشايخ - عندما حرموا مما حرموه - لم يبنوا أحكامهم على علم مسبق منهم بما حرموه، بل بنوا على ما نقله لهم من أخل في نقله وأخطأ في تصوره [ ومنهم دعاة اليوم ] ، ولأنهم محل ثقة من المشايخ فقد قبلوا قولهم ، فلو شهد عدلان على مالٍ أو دمٍ حُكم بشهادتهما ، وقديما قيل لكل قاضٍ : أزح عنك النار بعودين ( شاهدين ) .

وعندما ظهر الحق للمشايخ بعد ذلك أجازوا ما كانوا حرموه، ولم يمنعهم ذلك من اتباع الحق حيثما كان؛ فالحق أحق أن يتبع، ولعلك تعلم قصة الفاروق رضي الله عنه وقولته الشهيرة: ذاك على ما قضينا، وهذا على ما نقضي.

أما عن دعاتنا اليوم والذين شنفوا أسماع الشباب بالحماس للجهاد، وإلى قتل المتمترس بهم ولو كانوا مسلمين، وجواز قتال رجال المباحث ونحوهم من الشرط في بلاد الحرمين، والدعوة إلى الحاكمية الممثلة في الحزب الأوحد، وغير ذلك كثير، قل لي بربك: من منهم رجع عن كل ما دعا إليه؛ مما هو خلاف ما هو عليه اليوم ؟.



= هذا هو الفرق بين مشايخنا الأوابون الرجاعون وبين دعاة الحل الإسلامي المتلونون المتواكبون المتمرحلون.

إننا نحفظ للجميع أخوة الإسلام أولاً ثم العروبة والوطن. ولا يمنعنا ذلك عن نقد نظريات طرحوها للتطبيق ودعوا إليها، فنقدهم -والحالة هذه-في مثل أجواء طرحهم العلني ليس من الغيبة ولا من الثلب ولا من النقد غير البناء والهادف؛ حتى يرجعوا عنها علناً.



= العصر العباسي يا أستاذنا العزيز: لم أذكره على سبيل الثناء لحكامه وما جرى منهم نحو أئمة الهدى، بل ذكرته في معرض الاستشهاد بأن الضلال -وإن ساد في عصرٍ ما - فسيدال عليه الحق لا محالة، بشرط الانفتاح على الكل .

ولو أن تلك البدع والضلالات التي وئدت في عصر بني العباس لم تظهر في ذلك العصر -لِتَجِدَ من خير القرون من يرد عليها - لما وجد مثقفونا ودعاتنا ما يستندون إليه في الرد عليها لو أنها ظهرت في زماننا أول مرة، لكنها الخيرية المطلقة لأولئك الأبرار .



أخي الفاضل:

لا نريد من دعاتنا الأماجد إلا الرجوع إلى كلمة الحق التي عساها أن تكون ظهرت لهم بعد عناء السفر الماضي وطول الطريق.

أتدري يا سعادة الدكتور: لم كثير منا يطلب إعلان الأوبة والتوبة والرجوع عن أفكار الماضي وتطلعات المرحلة السابقة صراحة لا ضمناً وتصريحاً لا تلميحاً؟

الجواب:

لأن تلك الأشرطة لا تزال تتداولها الأيدي، ولا يزال الآخرون يستشهدون بها لتأصيل خروجهم، ولأنها مستندهم في التغرير بصغار الشباب وحدثاء الأسنان من قبل الجماعات المتسيسة.



= إن لدينا في السجون آلاف الشباب الذين اصطادتهم شِباك تلك الأشرطة وسنانير المنشورات وأحابيل المحاضرات الحماسية ، وهم يحفظونها عن ظهر قلب ، ويجادلون بمضامينها لجان المناصحة ، وينافحون عن قائليها ؛ في الوقت الذي تزخر الفضائيات بأولئك الدعاة على النحو المؤلم والمخزي والفاضح الذي ذكرته في تعقيبي السابق ، وكأن الأمر لا يعني هؤلاء الدعاة الذين تسببوا في انحرافات كثير من أمل الأمة من صفوة شبابها ، ثم ناموا لا يأبهون بأنين أمهاتهم ولا بحنين آبائهم ولا بأشواق إخوانهم وأصفيائهم ، وحال هؤلاء الدعاة في دياجير الظلم يترنم بقول الشاعر :

أنام ملء عيوني عن شواردها *** ويسهر الخلق جراها ويختصم



= قل لي بربك أخي سعيد:

هل أُصِبت في صديق أو حبيب أو قريب من هذا النوع، وإن لم تصب بذلك -وهو ما أرجوه - هل زرت أياً من تجمعات الشبيبة في تلك الإصلاحيات وما يعانيه المصلحون من تلك الأفكار التي تركها روادها وتردى في حفرها غيرهم .



= إن لم تكن لا هذا ولا ذاك فلست ملزماً بالمنافحة عنهم؛ لأنك غير متصور الوضع كما ينبغي، والحكم على الشيء فرع عن تصوره.



= لن أراجع معك ما خرجت به عن الموضوع؛ كما في استعراضك لتاريخ بني العباس وعصر المأمون وتسلل الفلسفات التي لم يصل منها في ذلك العصر عشر معشار ما يسبح في أجوائنا اليوم من ضلالات جاءت بها الاختراعات حتى تغلغلت في دهاليز البيوت إلى أن ولجت غرف النوم بدون استئذان.



= ولن أراجع معك ما اعترضت به على ما أسميته تحولات الدعاة لا تمرحلاتهم، وأنه من الانفتاح الذي أنادي به كما نسبته إلي.



= والحق أنني لم أدع إلى الانفتاح هكذا، بل أقول لدعاة العلمنة والانفتاح والحرية والديموقراطية والعصرنة:

نحن لا يخيفنا الانفتاح العام بقدر ما يخيفكم أنتم، فلو حصل الانفتاح غير المشروط - ولاشك أن ذلك مستبعد - لكنه افتراض ، لو حصل لكانت الغلبة للحق لا للباطل ، وللهدى لا للضلال ، وللإسلام لا للكفر ؛ قال جل وعلا { وَلَن يَجْعَلَ الله للكافرين عَلَى المؤمنين سَبِيلاً } .



وفي الختام:

أشكر لأستاذنا الفاضل د. عبد العزيز قاسم توريطنا في هذه القضية، وأشكر لأخي د. سعيد الغامدي تفاعله مع الدعوة للمشاركة من مدير المجموعة.

وأتمنى أن يعلم الجميع: أننا لا نريد من دعاتنا غير كلمة الحق تقال علناً، وألا تأخذهم في الله لومة لائم، وليهنأوا بما هم فيه، نفع الله بهم. والله من وراء القصد



===================================



تعقيب د. عبد العزيز قاسم



وهذا تعقيب من شيخنا القاضي د. ناصر بن زيد بن داود على الشيخ سعيد بن ناصر. ويبقى لي كلمة بأننا نفيد جميعا من هذا الحوار الفكري الراقي وليست المسألة اشعال سجال فذلك يكون في الصحافة، ولكننا هناف في قروب خاص نتحاور كزملاء يتاح للجميع الفرصة بالتعبير ان شاء الله، ولعل ما ذكره الدكتور سعد العتيبي في كلمته في نهاية أسطر هذه المداخلة تعبير عن افادة الأغلبية من هذا الحوار الفكري. عبد العزيز قاسم



===================================



تعقيب د. مقبل الذكير



أحسنت وأجدت شيخنا الفاضل

متى نعي ونفهم أن الإسلام لا يخاف من الحريات مطلقا، ومن اعتقد غير ذلك فهو يقدح في الدين ذاته

ما أجمل وأصدق قولك ... أن ...

العصر العباسي يا أستاذنا العزيز: لم أذكره على سبيل الثناء لحكامه وما جرى منهم نحو أئمة الهدى، بل ذكرته في معرض الاستشهاد بأن الضلال وإن ساد في عصرٍ ما فسيدال عليه الحق لا محالة، بشرط الانفتاح على الكل.

ولو أن تلك البدع والضلالات التي وئدت في عصر بني العباس لم تظهر في ذلك العصر - لتجد من خير القرون من يرد عليها - لما وجد مثقفونا ودعاتنا ما يستندون إليه في الرد عليها لو أنها ظهرت في زماننا أول مرة ، لكنها الخيرية المطلقة لأولئك الأبرار .



===================================

الشيخ سعيد بن ناصر ينهي هذا الحوار بهذه الكلمة، شاكرين للجميع لغتهم الراقية وحوراهم المهذب. عبد العزيز قاسم



===================================



تعقيب د. سعيد الغامدي



السلام عليكم نسأل الله للجميع الهداية، ولاشك ان زوايا النظر تختلف، وعين السخط لها أثرها في الأحكام كما لعين الرضى، والانصاف عزيز، ولكل وجهة هو موليها، ولدي جواب مفصل عن كثير مما ذكره الشيخ ناصر، ولكني أخشى أن هذا السجال يتحول الى مراء، وقد أشار فضيلته الى فضل الشهر ومكانته وهي إشارة لطيفة تصب في هذا المضمون، وقد قال صلى الله عليه وسلم (ذروا المراء) ذكره الزرقاني في مختصر المقاصد -وقال صحيح

ومن بابته الحديث المشهور عن بناء بيت في الجنة لمن ترك المراء، وفي بعض ألفاظه (من ترك المراء و هو مبطل بني له بيت في ربض الجنة، و من تركه و هو محق بني له في وسطها، ومن حسن خلقه بني له في أعلاها) و هو في الترغيب والترهيب للمنذري وقال الألباني عن هذا السياق (حسن لغيره) وفي سبب رفع تعيين ليلة القدر عبرة لنا في هذا الزمن الفاضل

والمظنون أن الجميع يتحرى الصواب ويبحث عن المصلحة لا المغالبة والظهور، وما زال الناس يختلفون، وسعيهم شتى والنيات مطيات، والله الموعد، وهو يحكم بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون.



===================================



جوابي الأخير:



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يأبى الفضل أن يكون إلا لأهله، ولذلك كان خير الملتقيين من يبدأ بالسلام، وما فعله أخي د. سعيد من هذا الباب، ولقد كنت في حرج من ختم المقال قبله، غير أنه جرؤ على ما جبنت عنه، فلله دره ودر أبيه!

شكراً لك د. عبد العزيز قاسم.

-

-

-

-

- | عدد القراء : 4397 | تأريخ النشر : الاثنين 8 رمضان 1429هـ الموافق 8 سبتمبر 2008م
طبعت هذه المقالة من ( مركز الدراسات القضائية التخصصي - قضاء )
على الرابط التالي
http://www.cojss.net/article.php?a=216
+ تكبير الخط | + تصغير الخط
اطبع