لأننا لا نلبس العقال

الكاتب : محمد العوهلي
عنوان التعليق : عندما أصبح العقال شماعة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكر الله للكاتب وجزاه خير الجزاء على فتح باب الحوار والمناقشة للجميع وباختصار أرجو أن يتجرد الجميع معي وأن لا يحمل أحد على أحد وإنني أرجو أن يبحث فضيلة الدكتور في نفسه كما بحث بين أوراقه وأن يبين لنا ما الهدف من هذا المقال فكل محاسب على ما يذكره إن خيرا وإن شرا فآمل من الدكتور أ ن يعد لنا جوابا يجيبه كما لو أنه مسؤول يوم العرض عن هدف هذا المقال فلماذا أصبح العقال هو رمز المتدينين وحدهم ألا ينطبق ذلك على البشت أو المشلح فكما أن ولاة الأمر يلبسون العقال كما يلبسه عامة الناس فلماذا لا يخلعون البشت كما خلعه الجميع وكما أن القضاة والعلماء يلبسون المشالح كولاة الأمر لما لا ينادي بلبس الناس للمشالح في حياتهم العادية فأنا هنا لا أريد أن أبرهن على جواز هذا أو حرمة هذا مع أنني لا أعتب على من لبسه في أي مناسبة أو خلعه بل إن من أفضل الأوقات بالنسبة لي هي أيام الإحرام وذلك لتجردنا حتى من الشماغ والطاقية لما لذلك من راحة في التنقل والالتفات والحركة فلماذا لا ينادي الجميع بخلع الشماغ والراحة منه حتى لا يتعب أحد في لبسه ولا ينشغل أحد في تعديله ولا يصنف لابسه ضمن أي صنف وبرأيي أن المسألة هي مسألة عادة فقط فمن نظر لأئمة المنطقة الشرقية وخطبائهم وجد أن أغلبهم يلبسون العقال سواء بين الملتزمين أو بين العامة وذلك لانتشار ذلك وكونه كالثقافة العامة بينهم أما في المنطقة الوسطى فيطمح الناس إلى التخلص من معظم الألبسة وذلك لشدة الحرارة ونشوء الجيل على عدم لبس العقال ومحبة العمائم وربط الشمغ على الرأس ولم يظهر العقال إلا عند المتأخرين لمحبة التزين والتجمل فقط وليس تصنيفا لطائفة أو سير على منهج مع أنه يلاحظ أن كثيرا من العوام لا يلبسون العقال وإنما تركوه رغبة في التخفف من ضغوطات الحياة ومتطلباتها فكما أن الشماغ يحتاج إلى تعديل فكذلك العقال يحتاج إلى تعديل وتجهيز مع اختلاف الناس في أنواعه وأسعاره كما أن الكاتب حفظه الله نادى على التسوية بين الناس فبما أن العوام وولاة الأمر لبسوا العقال فلماذا لا يلبسه العلماء والقضاة وهذا من لازمه أن يقال كما أن معظم الناس حلقوا لحاهم وأسبلوا ثيابهم فكذلك يلزم على العلماء والقضاة حلق اللحى وإسبال الثياب تبعا لهم وهذا من أعجب الأمر فبدلا من أن يكون العلماء قدوة يصبحوا مقتدين بغيرهم ومنقادين لهم ولأهوائهم ورغباتهم سواء كانت مباحة أو غير ذلك والعجب كل العجب من إدخال اختلاف الفتوى وتنوعها في مجال طرح الموضوع فهل نادى أحد بحرمة العقال ثم لبسه أو أحله من بعده فكما أعرف وما اطلعت عليه أنه لم يقل أحد بحرمة العقال أو كراهته فمن أراده لبسه ومن عافه تركه ولا أريد الإطالة عليكم ويكفي من العقد ما أحاط بالعنق فالله الله أن يحسن الكاتب ظنه فينا وأن يعتقد بقصدنا مثل ما اعتقدنا بقصده واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تأريخ النشر: الثلاثاء 18 شوال 1428هـ الموافق 30 أكتوبر 2007م

طبعت هذه المقالة من ( مركز الدراسات القضائية التخصصي - قضاء )
على الرابط التالي
http://www.cojss.net/article.php?a=54
+ تكبير الخط | + تصغير الخط
اطبع