[justify] [/justify][justify]
القضاة على كراسي التعليم!

تركي الدخيل


من المهم التذكير بأن "ديوان المظالم" يعد من أنجح الحصون القضائية التي يتكئ عليها الإنسان السعودي لاستعادة حقوقه من الجهات الحكومية الرسمية بالذات!
نقرأ عن مئات الموظفين الذين أنصفهم القضاء في ديوان المظالم أمام الفصل التعسفي، أو الإجراءات المتسرعة من بعض من يستخدم السلطة لأغراض ذاتية وشخصية، وديوان المظالم المؤسسة الأقل ارتكاباً للأخطاء من بين المؤسسات القضائية الأخرى. ومع كل النجاح الذي حققه ديوان المظالم، ورغم كل ما وصل إليه الأداء القضائي، غير أن المسؤولين لم يتكلوا على تلك الإنجازات، بل طرحوا مبادرة هامة ولافتة لتطوير وتدريب القضاة.
ليس عيباً أن يؤهّل القضاة، بل وحتى أن يعاد تأهيلهم، والقضاة ليسوا من المعصومين الذين لا ينتقدون ولا يساقون إلى دورات تدريبية مفيدة، وإذا كانت الثقافة الحقوقية والقضائية تنمو في كل أنحاء العالم يوماً بعد يوم فإن الجمود على حالة واحدة يعد ضرب من الركود العملي الذي يمس مع الوقت هيبة وقيمة مؤسسات القضاء لدى الإنسان السعودي.
جاء في نص خبر المبادرة: "يخوض 81 قاضيا بديوان المظالم بداية الأسبوع المقبل تجربة جديدة لتغيير أساليب عملهم الإداري وحياتهم الشخصية، من خلال أربعة برامج تدريبية يقيمها النظام داخل وخارج المملكة، تتعلق بإعداد وصياغة اللوائح والأنظمة في الدوائر الحكومية، وإدارة خطط وبرامج التغيير بالتطبيق على ديوان المظالم بالمملكة، والتميّز في خدمة المستفيدين، إلى جانب إخضاعهم لتدريبات تعمل على إكسابهم ثماني عادات تطلق الطاقات الكامنة بداخلهم وتحويلهم إلى أفراد فاعلين في حياتهم العملية والشخصية".
قلت: وهي خطوة موفقة من رئيس ديوان المظالم الشيخ إبراهيم بن شايع الحقيل الذي آمن بمبدأ تدريب القضاة، فالقاضي في آخر المطاف يحتاج كغيره من بني البشر إلى الاستزادة من المعارف والمستجدات، والجمود على المدونات القديمة والتقوقع والانكفاء على الذات لن يخلق مؤسسات قضائية متطورة، ونجاح المؤسسة القضائية بثقة المجتمع في التحاكم إليها، وإذا كان القاضي نهي عن القضاء في حالة الغضب، فإن نهيه عن القضاء في حالة الجهل أولى، وحسب تلك الدورات أنها تزيل غشاوة الجهل، وتزرع أشجار المعرفة.

[/justify]

المصدر/ صحيف الوطــن
http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=3319&id=15501&Rname=96