المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التمييز بين المدعي والمدعى عليه



أخوكم
07-11-2012, 08:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي كرم وميز بني آدم على سائر خلقه , والصلاة والسلام على من ميزه الله بالخصائص والشمائل , وجعل بعضها من خصائص أمته , نشهد أنه أرانا الحق من الباطل , وأنقذنا من الظلمات إلى النور , فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .....
أما بعد :
اعلم – رحمك الله – أن كل إنسان يستطيع أن يميز بين المدعي والمدعى عليه في ذهنه , أما على الواقع فلا يظن أي شخص أنها كحَسْوِ الطائر! بل هي من أدق الأمور في بعض الأحوال , لذلك صح عن سعيد بن المسيب ( ت 94 هـ ) : " من ميز بينهما فقد عرف وجه القضاء " .
وقال القاضي شريح (ت 78 هـ )[ فيما أظن!!] : " وليت القضاء وعندي أني لا أعجز عن معرفة من يتخاصم إلي فيه , فأول ما ارتفع إلي خصمان = أشكل علي أمرهما : من المدعي؟ ومن المدعى عليه ؟"
لأنه يترتب على معرفة المدعي : تكليفه بالإثبات , وحقه في الإمهال , ورد اليمين إن نكل المدعى عليه, وغير ذلك .
ويترتب على المعرفة المدعى عليه : اليمين , وأن معه البراءة الأصلية , وغير ذلك .






كيفية التمييز بينهما :
وبعد البحث البسيط : وجدت أن أفضل طريقة لمعرفتهما : أن يسألا!! وبهذا يزول الإشكال , ولعل تهويل هذا الموضوع – في نظري – فيه نظر , لا سيما وأنه إن وجد بعض التنظيم – كما هو الحاصل اليوم ولله الحمد – يسهِّل هذه المسألة .
ومن تعريف العلماء يتضح الفرق بينهما , فمن الفروق :
المدعي المدعى عليه
1/ المدعي : من إذا تَرك تُرك ( أي الخصومة ) . والمدعى عليه: إذا تَرك لم يترك .
2/ المدعي: من يتمسك بغير ظاهر . والمدعى عليه: من يتمسك بظاهر .
3/ المدعي: من يطالب غيره بحق يذكر استحقاقه عليه . والمدعى عليه: المطالَب .
4/ المدعي: أبعد المتداعيين سببا . والمدعى عليه: أقرب المتداعيين سببا .
5/ المدعي: من كان قوله على خلاف الأصل أو العرف . والمدعى عليه: من كان قوله على وفق الأصل أو العرف .
6/ المدعي: من قال : كان!!(قاله ابن المسيب ) . والمدعى عليه: من قال : لك يكن !!( قاله ابن المسيب ) .
7/ المدعي: من يلتمس قِبل غيره عينا أو دينا أو حقا . والمدعى عليه: من يدفع ذلك أو ينفيه .
8/ المدعي: غير المُنْكِر . والمدعى عليه: المُنْكِر .
9/ المدعي: من لا يستحق إلا بحجة ؛ كالخارج . والمدعى عليه: من يكون مستحقا من غير حجة ؛ كصاحب اليد.
لعل الأظهر والله أعلم أن المختار هو :
المدعي من يدعي خلاف الظاهر , والمدعى عليه من يوافق قوله الظاهر .
وسبب ترجيح ذلك ما يأتي :
1/ أن الأصل براءة الذمة , فالمدعى عليه بريء الذمة , وهذا هو الظاهر .
2/ الأصل في الأمور العارضة العدم , وفي الأصلية الوجود .
3/ العرف .
قال الشافعي : " أصل معرفة المدعي والمدعى عليه أن ينظر إلى الشيء في يده يدعيه هو وغيره , فيجعل المدعي الذي تكلفه البينة , والمدعى عليه الذي الشيء في يده , ولا يحتاج إلى سبب يدل على صدقه بدعواه إلى قوله .
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

راعي طلايب
08-11-2012, 04:41 AM
جزاك الله خير


وبارك الله فيك