المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعلقوا بالله فإليه المشتكى



احبكم في الله
13-06-2010, 08:27 PM
لاإله الا الله وسبحان الله العظيم

كثر الكلام عن متى المباشرة ومتى يكون التوجيه وهذا طبعنا نحن البشر لكن لابد ان يتعلق كل واحد منا بالله فهو ربنا ومولانا ويقدر الامور ويصرفها احبتي واخوتي
من اعتمد على غير الله ذل،
ومن اعتمد على غير الله قل.
ومن اعتمد على غير الله ضل.
ومن اعتمد على غير الله مل.
ومن اعتمد على الله فلا ذل ولا قل ولا ضل ولا مل.

قتيبة
14-06-2010, 01:25 AM
جزاك الله خيراً أخي ( أحبكم في الله) على الكلمات المباركة وهو أن العبد إذا تعلق قلبه بالله والدار الآخرة هان عليه كل شيءٍ من أمر الدنيا ولاشك أن المؤمن لابد أن يتسلح بسلاح الصبرقاعدة مضطردة وسنة لاتتبدل ولاتتغير(أن مع كل عسر يسراً)(سيجعل الله بعد عسر يسرا) هذا وعد من أصدق القائلين وهي بشرى لعباده المؤمنين...
وقد أعجبني ما قيده الإمام ابن الجوزي في كتابه (صيد الخاطر)قال ـ رحمه الله ـ
فصل : الصبر و الرضى
ليس في التكاليف أصعب من الصبر على القضاء ، و لا فيه أفضل من الرضى به . فأما الصبر : فهو فرض . و أما الرضى فهو فضل .
و إنما الصبر لأن القدر يجري في الأغلب بمكروه النفس ، و ليس مكروه النفس يقف على المرض و الأذى في البدن ، بل هو يتنوع حتى يتحير العقل في حكمة جريان القدر .
فمن ذلك أنك إذا رأيت مغموراً بالدنيا قد سالت له أوديتها حتى لا يدري ما يصنع بالمال ، فهو يصوغه أواني يستعملها . و معلوم أن البلور و العقيق و الشبة ، قد يكون أحسن منها صورة ، غير أن قلة مبالاته بالشريعة جعلت عنده وجود النهي كعدمه . و يلبس الحرير ، و يظلم الناس ، و الدنيا منصبة عليه .
ثم يرى خلقاً من أهل الدين ، و طلاب العلم ، مغمورين بالفقر و البلاء ، مقهورين تحت ولاية ذلك الظالم . فحينئذ يجد الشيطان طريقاً للوسواس ، و يبتدئ بالقدح في حكمة القدر .
فيحتاج المؤمن إلى الصبر على ما يلقى من الضر في الدنيا ، و على جدال إبليس في ذلك .
و كذلك في تسليط الكفار على المسلمين ، و الفساق على أهل الدين .
و أبلغ من هذا إيلام الحيوان ، و تعذيب الأطفال ، ففي مثل هذه المواطن يتمحض الإيمان و مما يقوي الصبر على الحالتين النقل و العقل .
أما النقل فالقرآن و السنة ، أما القرآن فمنقسم إلى قسمين :
أحدهما : بيان سبب إعطاء الكافر و العاصي ، فمن ذلك قوله تعالى : إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً .
و لولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة .
و إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها .
و في القرآن من هذا كثير .
و القسم الثاني : ابتلاء المؤمن بما يلقى كقوله تعالى : أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يعلم الله الذين جاهدوا منكم .
أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء و الضراء و زلزلوا .
أم حسبتم أن تتركوا و لما يعلم الله الذين جاهدوا منكم .
و في القرآن من هذا كثير .
و أما السنة فمنقسمة إلى قول و حال .
أما الحال : فإنه صلى الله عليه و سلم كان يتقلب على رمال حصير تؤثر في جنبه ، فبكى عمر رضي الله عنه . و قال : كسرى و قيصر في الحرير و الديباج ، فقال له صلى الله عليه و سلم : أفي شك أنت يا عمر ؟ ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة و لهم الدنيا .
أما القول فقوله عليه الصلاة و السلام : لو أن الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء .
و أما العقل : فإنه يقوي عساكر الصبر بجنود ، منها أن يقول : قد ثبت عندي الأدلة القاطعة على حكمة المقدر . . فلا أترك الأصل الثابت لما يظنه الجاهل خللا .
و منها أن يقول : ما قد استهولته أيها الناظر من بسط يد العاصي هي قبض في المعنى ، و ما قد أثر عندك من قبض يد الطائع بسط في المعنى ، لأن ذلك البسط يوجب عقاباً طويلاً ، و هذا القبض يؤثر انبساطاً في الأجر جزيلاً ، فزمان الرجلين ينقضي عن قريب و المراحل تطوى و الركبان في الحثيث .
و منها أن يقول : قد ثبت أن المؤمن بالله كالأجير ، و أن زمن التكليف كبياض نهار ، و لا ينبغي للمستعمل في الطين أن يلبس نظيف الثياب ، بل ينبغي أن يصابر ساعات العمل ، فإذا فرغ تنظف و لبس أجود ثيابه ، فمن ترفه وقت العمل ندم وقت تفريق الأجرة ، و عوقب على التواني فيما كلف ، فهذه النبذة تقوي أزر الصبر .
و أزيدها بسطاً فأقول : أترى إذا أريد اتخاذ شهداء ، فكيف لا يخلق أقوام يبسطون أيديهم لقتل المؤمنين ، أفيجوز أن يفتك بعمر إلا مثل أبي لؤلؤة ؟ و بعلي مثل ابن ملجم : أفيصح أن يقتل يحيى بن زكريا إلا جبار كافر ، و لو أن عين الفهم زال عنها غشاء العشا ، لرأيت المسبب لا الأسباب ، و المقدر لا الأقدار ، فصبرت على بلائه ، إيثاراً لما يريد ، و من ههنا ينشأ الرضى .
كما قيل لبعض أهل البلاء : ادع الله بالعافية ، فقال : أحبه إلي أحبه إلى الله عز وجل .
إن كان رضاكم في سهري فسلام الله على وسني

انتهى كلامه ـ رحمه الله ـ ولنا لقاءٌ قريب إن شاء الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

قتيبة
14-06-2010, 11:46 AM
قال السعدي ـ رحمه الله تعالى ـ :
ومن أسباب دفع القلق الناشئ عن توتر الأعصاب، واشتغال القلب ببعض المكدرات: الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة. فإنها تلهي القلب عن اشتغاله بذلك الأمر الذي أقلقه. وربما نسي بسبب ذلك الأسباب التي أوجبت له الهم والغم، ففرحت نفسه، وازداد نشاطه، وهذا السبب أيضاً مشترك بين المؤمن وغيره. ولكن المؤمن يمتاز بإيمانه وإخلاصه واحتسابه في اشتغاله بذلك العلم الذي يتعلمه أو يعلمه، وبعمل الخير الذي يعمله، إن كان عبادة فهو عبادة، وإن كان شغلاً دنيوياً أو عادةً أصحبها النية الصالحة. وقصد الاستعانة بذلك على طاعة الله، فلذلك أثره الفعال في دفع الهم والغموم والأحزان، فكم من إنسان ابتلي بالقلق وملازمة الأكدار، فحلت به الأمراض المتنوعة، فصار دواؤه الناجع (نسيانه السبب الذي كدره وأقلقه، واشتغاله بعمل من مهماته).
وينبغي أن يكون الشغل الذي يشتغل فيه مما تأنس به النفس وتشتاقه، فإن هذا أدعى لحصول هذا المقصود النافع، والله أعلم. انظر الوسائل المفيدة للحياة السعيدة .

الشيخ المحب
14-06-2010, 03:40 PM
جزى الله الشيخين خير الجزاء على هذا الجهد المبارك .
وأسأله سبحانه وتعالى أن يعجل فرج المنتظرين وييسر أمرنا جميعا إنه سميع قريب مجيب