المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل الشبهة القوية تقدم على ظاهر الحال !!



وجهة نظر
20-06-2010, 02:52 PM
فضيلة الدكتور ناصر ... سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
من كان معروفا بالصلاح والاستقامة والسمعة الحسنة المستفيضة عنه كأن يكون داعية معروفا أو خطيبا مشهورا أو طالب علم متقن ثم توجهت له شبهة حيازة المخدرات بقرينة استخراج كيس حشيش من سيارته بعد بلاغ ورد لمكافحة المخدرات ، وانكر المتهم ما نسب إليه وادعى أن هذا الكيس تم دسه في سيارته بدون علمه .
هنا هل تعتبر هذه شبهة قوية توجب تعزيره للتهمة ما دامت الإدانة لم تثبت بدليل قطعي ، أم يقال أن من كان معروفا بالصلاح والاستقامة فإن ظاهر حاله مقدم على الشبهة ولو كانت قوية مادامت لم تصل لدرجة البينة القاطعة ، وحينئذ لا وجه لتعزيره بأي عقوبة ؟!!

د. ناصر بن زيد بن داود
20-06-2010, 05:36 PM
أخي الفاضل :
لا يمكن قصر الأدلة على الحيازة في السيارة أو المكتب أو المزرعة ونحوها ، بل لابد من مؤيد لهذه الدعوى ؛ مثل : وجود بصمات المتهم على الحيازة ، أو : وجود آثار الحيازة على بدن المتهم أو ملابسه ، أو : ثبوت تعاطيه لمادة تلك الحيازة بتقارير مخبرية موثوقة .

= ويستوي في هذا الحكم المعروف بالصلاح ومجهول الحال ؛ دون المعروف بالفساد والشر ؛ فجهالة الحال تبقي على العدالة الأصلية ، فكيف بالمعروف بالصلاح !.
- أما المعروف بالفساد والشر : فقد ارتفع عنه حكم العدالة الأصلية ، وصار حرياً بصدق التهمة في حقه ، فإن ثبتت التهمة بأدلة غير الحيازة : أدين إدانة كاملة ، وإلا توجه اعتبار الحيازة قرينة في حقه توجب تعزيره .

= وإن قيل باستواء الجميع في الحكم بعدم الإدانة إلا بمؤيدٍ على صدق التهمة غير الحيازة المجردة : فليس ذلك ببعيد . والله أعلم

وجهة نظر
21-06-2010, 12:21 AM
د/ناصر شكرا لتجاوبك ، لكن دعنا نأخذ الموضوع بنظرة واسعة ليست مقصورة على مجرد حيازة المخدرات ، بل في أي جريمة كما لو اتهمت امرأة رجلا من الصالحين أو الدعاة أو طلبة العلم بالتحرش الجنسي بها أو اتهم باللواط أو محاولة الاغتصاب ، وكانت هناك قرائن على صحة الدعوى كذكر أوصاف خفية لا تظهر إلا حال التعري أو وصف الطفل مثلا لمنزل المتهم وصفا دقيقا أوغير ذلك
هل الشبهة القوبة التي لا ترقي لدرجة الدليل تقوى على مشروعية تعزير من ظاهره الصلاح والاستقامة والديانة ، ومن باب أولى مجهول الحال باعتبارها ناقلة عن الأصل ؟!! أم يقال أن من كان معروفا بالاستقامة بيقين فلا يزول ذلك عنه إلا بيقين مثله ؟ *

د. ناصر بن زيد بن داود
21-06-2010, 12:59 AM
أخي الفاضل :
لا أظن أن قائلاً يقول بارتفاع المساءلة عن الرجل الصالح ظاهراً مع توافر دليل يرقى إلى صدق الاتهام .
غير أنه لا يمكن تحديد كون الدليل مما يؤكد التهمة ، أو مما يمكن الحصول عليه في غير حال التهمة .

= ولذلك :
فإن الأوصاف الخفية - التي يذكرها المدعي في تهمته - يجب عرضها على المتهم أولاً ، وطلب الجواب منه على صحتها ، ثم طلب تبرير معرفة المدعي لتلك الأوصاف المستورة من بدنه .
- فقد يقول : إن الذي كشفها للمدعي طبيب مأجور ، أو زوجة سابقة للمتهم ، أو صديق انقلب فكان أعلم بالمضرة ، أو غير ذلك من الأعذار .
- وقد لا يقدر على التبرير ، فينضاف ذلك إلى قرينة كشف الأوصاف ، فيقويها في نظر القاضي .

= أما وصف المنزل فلا يعد دليلاً في الغالب ؛ فقد وقفت على قضية اتهام رجل مجهول الحال بفاحشة لواط .
- وثبت أثناء التحقيق : أن الغلام سبق أن جاء إلى استراحة المتهم بصحبة خاله ( صديق سابق للمتهم ) ، وأنه هو المحرض على الاتهام .