أحبتي الفضلاء
أن البيان بالفعل أثبت أحياناً فيما فيه عمل من القول، وأسرع إلى الفهم, ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يبين بعض العبادات لأصحابه بالفعل كالصلاة والوضوء وغيرهما.
والله قد جعل لعباده أذاناً واعية وأبصاراً ناظرة، ولم يجعل الخبر في القوة والتأثير كالنظر بالعيان، بل المشاهدة أقوى في تحصيل العلم القطعي .
وليس الخبر كالمعاينة
وقد جاء في الحديث عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لَيْسَ الْخَبرُ كالْمُعَايَنةِ إن الله تعالى أخبر موسى بما صنع قومه في العجل فلم يلق الألواح فلما عاين ما صنعوا ألقى الألواح فانكسرت ) .
ويفهم من الحديث أنه ليس حال الإنسان عند معاينة الشيء كحاله عند الخبر عنه في السكون والحركة وقوة التأثر.
قال ابن القيم رحمه الله (( فلما قدم موسى عليه السلام ورأى ما أصاب قومه من الفتنة اشتد غضبه وألقى الألواح عن رأسه وفيها كلام الله الذي كتبه له، وأخذ برأس أخيه ولحيته، ولم يعتب الله عليه في ذلك لأنه حمله عليه الغضب لله، وكان الله عز وجل قد أعلمه بفتنة قومه، ولكن لما رأى الحال مشاهدة حدث له غضب آخر فإنه ليس الخبر كالمعاينة )).
والذي قد يراهُ غيرنا نحنُ لا نراه , والعكس صحيح .
نسأل الله المتعال في هذه الأيام المباركة أن ينعم علينا بالخيرات ويجنبنا المنكرات ويرحمنا برحمته ويكرمنا بعفوه ورضاه عنا ...آمين .